lundi 14 janvier 2013

الاعلام و السياسة


لم يعد يُخفى على أحد أهمية العلاقة بين الأعلام والسياسة على مستوى دول العالم أجمع وأن تفاوت الاستخدامات فإذا كانت السياسة جوهرها تحقيق المصالح فصار الأعلام أحد أهم هذه الوسائل لتحقيقها . فعلي صعيد الدول العربية التي يغلب عليها الطابع السلطوي حيث تهيمن السلطة السياسية على كل أجهزة الدولة .

يكون فيها الإعلام ما هو إلا جهاز تابع للسلطة السياسية وكأنه المؤسسة الرابعة للسلطة بعد المؤسسة التشريعية والقضائية والتنفيذية يسوق فقط لتحركات السلطة ويعتبرها كلها إنجازات حتى فقد المواطن العربي في أعلامه الثقة والمصداقية وأصبح المصدر الأول الذي يستسقى منه معلوماته هي الفضائيات وتنسى الإعلام العربي أن وظيفته الأولي هي التعبير عن ذلك الجمهور وأن يلعب دور حلقة الوصل بينهم وبين قمة النظام السياسي أي قياداته وغني عن ذكر السلبيات التي بدأت تتفشى في الإعلام العربي والتي تحولت بلا أدنى شك إلي ظاهرة وهي ظاهرة الانحدار القيمي والأخلاقي حيث بدا يتوجه إلي البرامج والأفلام والطرب المنحدر على مستوى الفكرة والكلمة والصورة فالانحدار الخلقي والقيمي الذي وصل إليه إعلامنا العربي صارت ظاهرة موخذية وربما من العوامل التي تفسر هذا الانحدار هو هروبه من القضايا الجوهرية التي تمس المواطن والتي بالتأكيد ستتعارض مع صورة السلطة السياسية التي يقدمها مجبراً لا مخيراً فهو ليس جهازاً مستقلاً .

وعلى صعيد الدول الديمقراطية تظهر أيضاً بوضوح العلاقة الارتباطية بين الإعلام والسياسة فلقد نجح الإعلام الغربي في أن يلعب الدور الاتصالي المنوط له بين الجمهور والقيادات السياسية إلا أن هذا لا ينكر عليه توجهه السياسي بدرجة ما ، لاسيما الإعلام الأمريكي والإسرائيلي الذي يغلب عليه الطابع الدجمتي والسياسي ، حيث تنتج إسرائيل أفلام تهدف من خلالها تأصيل المفاهيم الصهيونية مثل شعب الله المختار والأرض المقدسة ووعد صهيون .. كما تهدف من خلالها الضغط السياسي على الدول الغربية لتدعيم وجودها وسياستها في المنطقة فمثلاً الأفلام التي تتناول محرقة الهولوكوست والتي تهدف منها إسرائيل الضغط على ألمانيا والدول الأوربية بزعم التكفير عن معاداتهم لليهود والتي تهدف من ورائها الحصول على مساعدات اقتصادية ودعم سياسي ، وكذلك السينما الأمريكية التي تهدف إلي الترويج للثقافة والقيم  ونمط الحياة الأمريكية بهدف توسيع نطاق المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية .

فإذا كان الإعلام العربي هو إعلام موجه من قبل السلطة السياسية لخدمة بقائها في السلطة فإن الإعلام الغربي لا سيما الإعلام الإسرائيلي والأمريكي موجه سياسياً لخدمة مصالحهم الاستراتيجية .        

أمنية سالم

dimanche 13 janvier 2013

اشكاليات الاعلام في عصر العولمة


قبل أن نتطرق إلى إشكاليات الإعلام في ظل العولمة من خلال بعض الفرضيات، يجب أن نقف قليلا عند مفهوم العولمة. لا نعتقد أن هناك مفهوم معاصر أستخدم في مطلع هذا القرن استخدامات متعددة ومتنوعة مثل العولمة. لقد أصبح هذا المصطلح ملاذا للصحافيين والاقتصاديين والسياسيين يحتمون به عندما يسعون لشرح الظواهر المعقدة والمتشابكة: يحمل، تارة، هذا المفهوم بمضامين يعجز عن حملها، و يفرغ، طورا، من محتواه ويصبح لا يعني شيئا.
هكذا نجد أن العولمة هي سبب الازدهار هنا، وسبب البؤس هناك حيث ينسب لها تزايد الإنتاج في هذه المنطقة وانخفاضه في تلك. يحملونها مسؤولية استشراء ظاهرة البطالة في هذه الدولة و ينسبون إليها الانطلاقة الاقتصادية التي تعيشها تلك الدولة، والتي أدت امتصاص عددا لا يستهان به من البطالين كما يراها البعض وراء انخفاض الأجور في هذه المنطقة من الكرة الأرضية وارتفاعها في تلك المنطقة!
إن مصدر العولمة اقتصادي أسهمت فيه جملة من العوامل، وتجلت تأثيراتها في العديد من المجالات: السياسي والدبلوماسي والقانوني والاجتماعي والثقافي.نظرا لأن مصدر العولمة اقتصادي فقد استخدمت العديد من المصطلحات التي تسعى إلى رصد هذه الظاهرة الجديدة وتشخيصها: منها التدويل Internationalization، والشمولية أو الكليانية ( Globalization) ، و ما فوق الجنسيات أو تعدد الجنسيات (multinationalization)  نعتقد أن هذه المصطلحات والمفاهيم لا تغطي كلها الواقع الذي يدل عليه مفهوم العولمة بمختلف تجلياته إن تدويل الاقتصاد يدل على تطور التبادل للمواد الأولية وللسلع وللخدمات والنقد تحت المراقبة المطلقة للدولة على المستويات التالية: السياسة المالية، سياسة الضرائب والرسوم والجمركة، وغيرها...) أما المافوق الجنسيات أو القوميات فهي ظاهرة " منطقية" لتطور الشركات والمؤسسات الرأسمالية ولتوسعها العمودي والأفقي بحيث يتعدى أكثر من منطقة وذلك من خلال إقامة فروع لها في العديد من الدول وما ينجر عنه من تحويل مراكز الإنتاج والتوزيع ورؤوس الأموال والتكنولوجيات أما العولمة فهي ظاهرة معقدة تقوم على التبعية الشديدة والمركزة للمستهلكين والمنتجين والممونين والممولين والموظفين العموميين في مختلف البلدان.
يعتقد البعض أن العولمة هي ظاهرة قديمة ولدت مع تطور الرأسمالية في القرن 19 ويستندون في ذلك إلى ما ذهب إليه العالم الاقتصادي البريطاني ، " جفونس" وأتباعه(1).
إن العولمة ظاهرة حديثة تشكل مرحلة متقدمة من النظام الرأسمالي الذي اصبح نظاما كونيا بعد سيادة الرأسمالية المركنتية ( 1870-1850 ) والتنافسية ( 1850-1890) والاحتكارية (1896- 1980) إن العولمة لا يمكن اختصارها في البعد الاقتصادي والمالي، لأن تداعياتها وتأثيراتها امتدت إلى المستويات التالية:
- المستوى السياسي: إن التأثير الأكثر وضوحا للعولمة في هذا المستوى يتمثل في التوجه " لتقويض" السيادة الوطنية للدول، وإعادة النظر في مفهوم الدولة الكلاسيكي من خلال " إعفاء" الدولة الوطنية من بعض الصلاحيات أو " تحجيم" دورها في بعض الميادين ودفعها للامتثال والتماهي مع نموذج كوني في مجال التنظيم السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
- المستوى القانوني: السعي لتوحيد التشريعات القانونية في العديد من المجالات الحيوية خاصة في المجال التجاري والجمركي والضريبي، خاصة بعد السعي لتوحيد العملات النقدية ( في المجموعة الأوروبية مثلا).
- المستوى الثقافي: السعي " لتذويب" الثقافة المحلية أو الوطنية رغم المقاومات التي تظهر هنا وهناك والتي تكتسي، في الكثير من الحالات، طابعا عنيفا. يمكن الاعتراف بأن المستوى الثقافي أصبح يشكل مجالا لمقاومة العولمة وذلك باعتبار أن الثقافة تشكل أرضية للتمايز والتباين. ألم تعرف الثقافة بأنها مصنع للاختلاف؟
إن الثقافة التي سادت منذ 3500 سنة قبل ميلاد المسيح كانت مرتبطة بالمكان أو بموطن محدد. أما الثقافة الكونية التي بدأت ملامحها في البروز فهي غير مرتبطة بمكان معين أو بموطن محدد. إنها ثقافة الشبكات والوصلات الإلكترونية. ثقافة المكان الواحد الممتد والزمن الشامل أو الزمن الواحد.
إن العولمة لا يمكن فصلها عن أدوات الاتصال والتواصل. فمنذ ظهور التلغراف في 1793 إلى انترنيت في التسعينيات من القرن الماضي والبشرية تتبادل الأخبار، والمعلومات، والبضائع، والسلع المادية والرمزية، والخدمات والقيم، بسرعة متزايدة. إذا كان لوسائل الاتصال الفردية والجماهيرية دور أساسي في امتداد تداعيات العولمة في الميادين المذكورة أعلاه، فما هو تأثير العولمة في الإعلام؟ هل يكمن في تغيير طبيعة الإعلام؟ هل يكمن في مضمونه؟ هل يكمن في رؤيته للجمهور؟ هل يكمن في تغيير طبيعة المؤسسة الإعلامية؟
قبل التفكير في الإجابة على هذه الأسئلة التي نفضل صياغتها في شكل فرضيات يمكن التأكيد على ما يلي:
من الصعوبة بمكان الفصل التعسفي بين الأداة التكنولوجية والمضمون الذي تحمله. فكل أداة تكنولوجية جديدة تسعى لتلبية حاجات اجتماعية وثقافية مختلفة عن تلك التي سبقت، وتحمل مضامين غير محايدة ومختلفة.
الفرضية الأولى: مظاهر التغيير في الوسيلة الإعلامية
لعل المظهر البارز في الإعلام في عصر العولمة يكمن في الوسيلة. إن ظهور آلة الروتاتيف في طباعة الصحف، وميلاد صحافة البنس أو الصحافة الصفراء أو الصحافة الشعبية بدءا من 1880، والدخول القوي للإعلان كممول أساسي للصحف، وانتشار التعليم وانتقاله إلى تعليم مدني وإلزامي وإجباري، وبروز " المجتمع الجماهيري"، كلها عوامل شجعت الباحثين على نعت الصحافة بالجماهيرية. لقد تعززت هذه الصفة بعد ظهور الإذاعة في العشرينيات والتلفزيون في الخمسينيات. لكن يلاحظ أنه في ظل العولمة بدأت مكانة وسائل الاتصال الفردية في التزايد، بشكل متفاوت من مجتمع إلى أخر، بدءا من " الولكمان" في نهاية السبعينيات، إلى ظهور جهاز الكمبيوتر الذي أصبح خير دليل على فردانية الوسيلة. إذ أنه يسمح بالاستهلاك الفردي للمضامين الثقافية والإعلامية، مثل متابعة برامج التلفزيون عبر شاشة الكمبيوتر.
الفرضية الثانية: التوجه نحو القنوات المتخصصة
رافق بروز العولمة التوجه نحو إنشاء محطات إذاعية وقنوات التلفزيونية متخصصة بدءا من الثمانينات. إن هذه المحطات والقنوات لا توجه موادها إلى جمهور أفقي، بل تتجه إلى جمهور عمودي موجود بفعل وشائج الاهتمام، الهواية، المهنة، التخصص. هكذا برزت قنوات تلفزيونية تاريخية، وأخرى رياضية، وأخرى علمية أو سينمائية، وغيرها من القنوات المتخصصة. إن التزايد الكبير في عدد القنوات زعزع مكانة القنوات الإعلامية السابقة التي كانت تتسم بالطابع العام. هذا الأمر لا يتجلى في تناقص عدد جمهور هذه القنوات ومتتبعيها فقط، بل أدى إلى إعادة النظر في هذا الجمهور حيث لم تعد البرمجة الإذاعية والتلفزيونية تخاطب الجمهور كأمة، أو كشعب واحد وموحد وراء أهداف، ومثل، وقيم، وتجارب اجتماعية وعاطفية في عصر العولمة التي بدأت تقوض سلطة وصلاحية " الدولة الوطنية"، بل أصبحت تخاطبه كفئات اجتماعية ومتباينة: برامج للنساء في البيت في الفترة الصباحية، وبرامج للأطفال في المساء بعد العودة من المدرسة، برامج للأباء بعد عودتهم إلى البيت ربما يعتقد البعض أن التغيرات التي طرأت على البرمجة التلفزيونية في القنوات التلفزيونية يتعلق بإيقاع الحياة الاجتماعية المحلية أكثر من التأثيرات الكونية للعولمة. رغم أن للمنافسة بين القنوات التلفزيونية على الصعيد الدولي كلمتها في مجال البرمجة التلفزيونية على صعيد القنوات المحلية، إلا أنه يلاحظ أن موقع الجمهور قد تغير في المعادلة الإعلامية الحديثة التي تقيمها التكنولوجيات الجديدة، حيث أصبح طرفا مشاركا فيها. لم يعد يطلق على الجمهور تسمية القارئ أو المشاهد أو المستمع، بل أصبح يسمى" المستخدم" User نتيجة منطق " التفاعلية" ( Interactivity ) الذي فرضته التكنولوجيات الحديثة أو التطورات التكنولوجية التي أدخلت على وسائل الاتصال القديمة.
الفرضية الثالثة: التوجه نحو القنوات الخاصة
لقد كان الحديث عن النموذج الإذاعي والتلفزيوني الناجح في عقد الخمسينيات والستينيات يقترن بهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)،و(RTF ) الفرنسية، و(RAI ) الرأي الإيطالية، وغيرها من القنوات التابعة للقطاع العام أو قطاع الدولة. النموذج الناجح في التسعينيات أصبح يرتبط أكثر بقناة سي آن آن ( (CNN  و" قناة الجزيرة". بالطبع إن هذه القنوات متخصصة في الإعلام لكن بعض القنوات التلفزيونية الخاصة الأخرى غير الإعلامية مثل قناة C+ الفرنسية أصبحت هي الأخرى نموذجا يحتذى به في الدول الأوروبية. لم تتحول هذه القنوات إلى مرجع للقنوات التجارية أو الخاصة فقط بل أصبحت نموذجا للقنوات الناجحة.
يستنتج مما سبق أن النجاح الإذاعي أو التلفزيوني في عصر العولمة لا يقاس بالقيمة المضافة في المجال الثقافي والمعرفي، وبالمنفعة الاجتماعية، بل يقاس بالعائد التجاري. هذه الحقيقة جعلت القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية التابعة للقطاع العام تخوض رهان وجودها، إذ أجبرت على محاذاة القنوات التابعة للقطاع الخاص في تمويلها: أي البحث عن مصادر التمويل في قطاع الإعلان. بهذا نلاحظ أن برامج القنوات العامة أصبح تتماهى مع برامج القنوات الخاصة مما دفع بعض الباحثين إلى التساؤل عن الجدوى من القنوات التلفزيونية العمومية في أوروبا الليبرالية. هذا التغيير لا يمكن في اعتقادنا أن يفهم إذا ابتعدنا عن إشكالية الدولة الوطنية، وإعادة النظر في طبيعتها وفي وظيفتها في ظل العولمة بإمداداتها المختلفة في المجال الثقافي والإعلامي والاقتصادي. ولا تتجلى صورة هذا التغيير إذا استبعدنا عملية إعادة هيكلة الاقتصاد الدولي من خلال عملية اندماج الشركات المنتجة للإعلام، والثقافة، والترفيه، والتسلية، وقطاعات تجارية ومالية واقتصادية أخرى.
الفرضية الرابعة: التوجه نحو " تسليع" الثقافة والإعلام
إن " تسليع الثقافة" مسألة قديمة طرحتها مدرسة فرانكفورت منذ الأربعينيات، وشكلت مدخلا لنقد " الثقافة الجماهيرية" أو إدانتها. نعتقد أن هذا النقد أو الإدانة كانت تنطلق من الرفض الضمني لفكرة تصنيع الثقافة التي تسلب منها كل تجارب أصيلة ومتميزة أكثر من استنادها لرفض نمط الإنتاج الرأسمالي للثقافة. أعتقد أن الجديد في هذه المسألة الذي ندرجه في هذه الفرضية يتمثل فيما يلي:
- أن إرادة " تسليع" المواد الثقافية لم تأت نتيجة للتطور المنطقي لنمط الإنتاج السائد في هذا البلد أو ذاك فقط، بل بدأت تفرضه تلك الإرادة السياسية التي تمارس الضغوط على المنظمات مثل المنظمة العالمية للتجارة وعلى الدول لفرض قوانين السوق على الأفلام السينمائية، وبرامج التلفزيون، والصور، والأشرطة السينمائية. لقد استهجنت الكثير من الأوساط هذه الضغوط وسعت وتسعى لمقاومتها، خاصة تلك التي تحمل حنين للماضي الذي يربط بين الثقافة والخدمة العمومية. الحنين المشبع بالرؤية الطوباوية التي تجمع بين الثقافة والتحرر أو التي تخشى على مستقبل المواد الثقافية" الوطنية" جراء إخضاعها عنوة لقوانين السوق.
- إن" تسليع" الإعلام الذي بدأ نتيجة ميلاد وكالات الأنباء العالمية، وتدويل الصورة التلفزيونية بدءا من الخمسينيات، قد تعمق بشكل لا نظير له على المستوى القاعدي وفق بعدين أساسيين:
البعد الأول: الإجماع شبه التام بدور الإعلان في تمويل المؤسسة الإعلامية المعاصرة حتى تلك التابعة للقطاع العام والتي تضطلع بدور الخدمة العمومية. هذا الإجماع لا يخفي التفاوت النسبي في إسهام الإعلان في تمويل مختلف وسائل الإعلام المختلفة ( صحيفة، إذاعة، تلفزيون) لكنه يضعف الإرادة السياسية في تقنين الإعلان والحد من تأثيره السلبي في مضمون المادة الإعلامية وفي بنيتها وفي شكل تقديمها. ألم تندثر العديد من وسائل الإعلام في الدول التي تحكمها قوانين الطلب والعرض الصارمة نتيجة عجزها على جذب المعلنين؟
البعد الثاني: لقد سمحت التكنولوجيا الحديثة في محو الحاجز الفاصل بين الإعلان والإعلام، ففي شاشة الكمبيوتر يتعايش النص الإعلاني بجانب النص الإعلامي، ونرى أن المادة الإعلامية لا توجد سوى لمرافقة المادة الإعلانية المتحركة في الشاشة المذكورة، وهذا ما أدى إلى الإجهاز على كل الجهود الثقافية والقانونية التي بذلت للفصل بينهما منذ أزيد من قرن. فمن باب الحرص على احترام حق الجمهور في الإعلام والمعرفة ولحمايته من التضليل، الذي يمكن أن يمارسه " القفز" المفاجئ من الإعلام الذي يمثل الواقع إلى الإعلان الذي يحمل قدرا من الخيال أو التحايل على الواقع، كان الإلحاح القانوني على إخطار الجمهور بأن هذا إعلان وذاك إعلام. ليس هذا فحسب، فالعديد من الدول فرضت سقفا معينا على نشر الإعلانات أو بثها.
الفرضية الخامسة: التداخل بين الترفيه والإعلام والثقافة
أصبح من الصعوبة بمكان الفصل بين المجالات التالية: الإعلام، الترفيه، الثقافة. لقد أصبح التعليم والتثقيف يقدم عبر الشاشة الصغيرة في قالب ترفيهي ولهوي يشجع من هم خارج الركح التلفزيوني على الالتحاق بالبرامج من خلال استخدام الهاتف أو شبكة الانترنيت. كما أن " صفحة الواب" قد وفرت للمستخدم القيام بعدة أشياء في الوقت ذاته، كان القيام بها يتم بشكل منفصل منذ حوالي قرن من الزمن : قراءة أخر الأخبار، الاستماع إلى الموسيقى أو إلى برامج الإذاعة، والبحث في الموسوعة عن مصطلح أو مفهوم، والمشاركة في لعبة اليانصيب إذا كان إسهام تكنولوجيات وسائل الاتصال الحديثة واضحا، ومؤكدا، في محو الفاصل بين هذه المجالات الثلاثة الذي كان سميكا في الستينيات والسبعينيات، فإنه لا يمكن إبعاد انعكاسات الاندماج في نشاطات الشركات الصناعية المختلفة في قطاعات غير متجانسة: نشر الصحف، الإنتاج الإعلاني، صناعة برامج تلفزيونية عامة أو تربوية، شركات البث التلفزيوني، صناعة الموسيقى والغناء، صناعة برامج الكمبيوتر ذات الأغراض المختلفة. والأكثر من هذا التداخل بين صناعة الإعلام الآلي والبريد والاتصالات وصناعة المعرفة والثقافة.يرى البعض أن التداخل المذكور هو من صنع عملية " تتجير" ( تحويلها إلى تجارة) الثقافة والترفيه والإعلام وتحويلهم إلى سلعة تلهث وراء " مثيولوجية" الجمهور العريض الذي فقد عرشه في زمن تضافرت فيه الأسباب " لتفتيته"، وتوفرت الشروط لازدهار الاتصال الشخصي أمام " تضعضع" المكانة المهيمنة للاتصال الجماهيري.
الفرضية السادسة: بين الاتصال والإعلام
في رصده للتحول الذي يشاهده عالم الاتصال، خاصة المرئي منه، استخلص الباحث الفرنسي دانيل بونيو إننا نعيش مرحلة الاتصال ضد الإعلام (2) سنة 1992 لعل هذه المقولة توحي بضرورة إعادة النظر في مفهومنا للإعلام والاتصال ليس لتحريرهما من كل وهم، كأن نربط بين الاتصال والتفاهم، والإعلام والتحرر، بل للتأكيد على تطور الرؤية للإعلام والاتصال في ظل العولمة. لقد كنا نعتقد أن الإعلام يلازم الاتصال، ولا يوجد إعلام بدون اتصال، وحتى أن مؤرخي وسائل الإعلام يؤكدون على أن القرنين السابقين كنا قرن الإعلام حيث ازدهرت صحف الرأي، و وسائل الإعلام ذات الطابع الإخباري: الإذاعة والتلفزيون وأواخر القرن الماضي، أي في زمن الاتصال إن النقل التلفزيوني المباشر لا يسعى لتقديم الإعلام بل يعمل على تغليب الاتصال، فهو يقدم لنا الإحساس وينفخ فينا عاطفة المشاركة واللقاء. لذا نلاحظ غلبة الفرجة في الإعلام المرئي. العديد من المواد الإخبارية التلفزيونية: روبرتاجات تلفزيونية، أفلام وثائقية، جرائد إخبارية، كلها أصبحت قطعة من الاستعراض والتمشهد،أي أن إنتاجها وتقديمها يخضع لمعايير الإنتاج الدرامي. وهذا ما يقلص الهامش بين ما هو واقعي وغير الواقعي أو الخيالي في وسائل الإعلام- سنعود إلى هذا النقطة في افتراض أخر- هذا إضافة إلى أن الحوارات الإذاعية والتلفزيونية أصبحت أقرب إلى الكلام الاستعراض Talk show.إن غلبة الاتصال في عصر العولمة هو،في حقيقة الأمر، غلبة الشكل وهذا ما يجرنا إلى مراجعة فهمنا للعلاقة بين الشكل والمحتوى. إن القرن الماضي الذي كان قرن الإعلام قد ترك أرثا كبيرا في مجال " سينما المخرج" و" صحافة الرأي" والمنابر الفكرية في البرامج الإذاعية والتلفزيونية، أما عصر الاتصال فقد أبرز الجانب المبهرج المغري بالمؤثرات الصوتية والمرئية، والحيل البصرية التي أصبحت تشكل قيمة في حد ذاتها. إنها طريقة خطف البصر وتحويله إلى الاهتمام بالشكل على حساب المحتوى. في ظل هذا التحول " ترعرت" ما يطلق عليها الباحث الفرنسي" دانيل بونيو" ( إيديولوجية الاتصال) والتي تتمثل في المقولة التالية: المهم هو أن نتصل (3). لا يهم مضمون الاتصال ومحتوى التبادل، المهم هو أن نتبادل فقط. المهم أن نتصل: نتبادل الانطباعات والمشاعر الفعلية أو المفتعلة التي يمكن أن يخلقها الشكل وليس المضمون.
الفرضية السابعة: الإعلام وعواقب السرعة
إن المظهر الأساسي لتطور الإعلام والأكثر بروزا في حياتنا المعاصرة هو السرعة: سرعة تدفق الأخبار والمعلومات وتدولها: عندما اغتيل الرئيس الأمريكي " أبرهام لنكون" في أبريل سنة 1865 استغرق خبر مقتله ستة أشهر حتى يعم الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وعندما اغتيل الرئيس الأمريكي في 1963 وصل خبر مقتله إلى جل الأمريكيين خلال الساعة التي تم فيها، أما عندما تم تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس الروماني نيكولا شوشيسكو في ديسمبر 1989 فقد علم الشعب بالخبر في الدقيقة التي حدث فيها بفضل البث التلفزيوني المباشر (4) وعندما تمت محاصرة مجلس الدوما الروسي للإطاحة بالرئيس الروسي السابق " إلتسين" علم مستخدمو الانترنيت بالحدث في الثانية ذاتها! لقد أصبح الإعلام يملك سرعة الانترنيت على حد تعبير صحافيي الصحيفة الفرنسية " Le monde Diplomatique “. إن هذا القول لا يعني بأن شبكة الانترنيت أصبحت أداة خطيرة وفاعلة في مجال نقل الأخبار والأحداث، بل أن وسائل الإعلام المختلفة: الإذاعة، والتلفزة، وحتى طبعات الصحافة الإلكترونية أصبحت تمتثل أكثر لمتطلبات السرعة والآنية إن سرعة تقديم الأخبار عبر وسائل الإعلام والذي كان وسيلة لنقل الأخبار ولتمكين الجمهور من الاطلاع على التطورات والمستجدات في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي تحول في مطلع الألفية الحالية إلى غاية في حد ذاتها. غاية تكتنز إيديولوجية تقديس السرعة، وتختزل الحدث الصحفي في اللحظة الراهنة وراء اللهث الذي يجافي التاريخ أو يحجمه في تسابق شديد للحاق بالمستقبل، دون التوقف المتبصر عند الحاضر. هكذا تظهر السرعة والآنية كرهينة للتطورات التي تجري في العالم وكأنها إفرازات جديدة وآنية ومنفصلة عن الأحداث وغير مرتبطة بماض.إن النجاح في المجال الإخباري والإعلامي أصبح يقاس في الغالب بالسرعة وبالمقدرة على تجاوز ما هو راهن وليس بمدى ارتباطه بالواقع أو ببنائه الفكري لقد عبر الكثير من الباحثين (5) عن خشيتهم من التأثير السلبي لهذه السرعة على دقة الأخبار وموضوعيتها وخوفهم من تأثيرها على الجمهور .بدل الوقوف على ما يجرى وتفاعلاته في الساحة العسكرية والسياسية تدافعت العديد من القنوات التلفزيونية التي غطت " أحداث أفغانستان" إلى القفز على الواقع الشحيح بمعلوماته في محاولة استشفاف المستقبل عبر الأسئلة التي توجه إلى المراسلين الصحفيين و الخبراء، والتي نذكر منها ما يلي: كيف سيكون رد الفعل ؟ وما هي توقعاتكم بخصوص...؟ كيف ترون الوضع بعد...؟
إن خطر السرعة تكمن في نظرنا في مستويين، وهما:
1- جميع المهنيين والمختصين يدركون جيدا أن الأخبار هي مواد شديدة التلف وأن حياة قيمتها الإخبارية قصيرة جدا. إن إيديولوجية تقديس السرعة يختصر أكثر عمر الأخبار وذلك من خلال فرض المعادلة التالية التي لم تثبت صحتها: سرعة تدفق الأخبار تساوي ارتفاع إيقاع استهلاكها. الإمعان في هذه الفرضية يدفعنا إلى طرح المستوى الثاني من هذه الإشكالية.
2- إن سرعة تدفق الأخبار طرح مشكلا جديدا على البشرية لخصه الباحث الكندي " بسكال لابونت" فيما يلي (6) : ( ظلت التكنولوجية منذ 300 ألف سنة وسيلة لدعم الثقافة وتطويرها (...) لكن منذ منتصف القرن العشرين هناك شيء ما تغير لقد بدأنا ننتج بسرعة أكثر من طاقتنا على الهضم. لم يحدث هذا من قبل أبدا. النتيجة أننا نبلع أكثر فأكثر الإعلام وبسرعة متزايدة). نعتقد أن الإشكال الذي طرح منذ التسعينيات من القرن الماضي ليس محصورا في عدم المقدرة على هضم الإعلام الذي يصلنا بل يتعداه إلى عدم القدرة على بلع كل الأخبار المنتجة، أي متابعة إيقاع تدفق الأخبار بالسرعة التي تبعث على " الدوخة"، وهذا رغم محركات البحث عن المواقع في شبكة الانترنيت، ورغم وجود "مغربلات الأخبار والمعطيات في شبكة الانترنيت. ربما ستتضح خطورة السرعة في نقل الإعلام وتداوله من خلال الفرضية الثامنة.
الفرضية الثامنة: التغيير في طبيعة الإعلام
لقد تغير مفهوم الإعلام وطبيعته في عصر العولمة حيث لم يعد مرتبطا بمخرجات وسائل الاتصال الجماهيري بل أصبح شديد الالتصاق بالمعلومات: المالية، والعلمية، والتكنولوجية، والطبية، والرياضية، والثقافية، والاجتماعية. بمعنى أن الإعلام لم يعد حكرا على المؤسسات الإعلامية الكلاسيكية حيث دخل متعاملون جدد في مجال إنتاج الإعلام، وتخزينه، وتوزيعه، لم تكن لهم علاقة سابقة بوسائل الإعلام الكلاسيكية. لقد أنجر عن هذا التغيير أمرين أساسيين: إن القيمة التبادلية للإعلام تسعى لتطغى على قيمته الاستخدامية في ظل تحول البنية الاقتصادية للمؤسسة المنتجة للإعلام والقائمة على الطلب وليس على العرض، أي خلافا للمنطق الذي كان يستند إليه اقتصاد وسائل الإعلام في منتصف القرن الماضي والقائم على مبدأ العرض. كما أصبح الإعلام والمعلومات مادة لتراكم رأسمال في عصر العولمة.
إن عدد المنتمين لحقل الإعلام والاتصال في تزايد مستمر حيث تجاوز رجال الصحافة والعلاقات العامة. لقد انظم إليهم جيش من الفنيين والخبراء والمختصين في تجميع المعلومات وفي تخزينها، و حفظها، وبثها، وإعادة إنتاجها. وهذا ما يطرح قضايا أخلاقية وأدبية وقانونية في ممارسة الإعلام والاتصال بدأت تشكل هاجسا أساسيا لدى لسلطات العمومية وسط رجال القضاء ولدى الجمعيات المهنية.  
الفرضية التاسعة: الحقيقة والحرية في مجال الإعلام
كان الاعتقاد السائد في القرن الماضي يتمثل في أن حرية الصحافة تساوي الحقيقة، وتعزز الحق في الإعلام والاتصال، لكن التحولات التي عاشها عالم الإعلام والاتصال في عصر العولمة تدعونا لمراجعة هذا الاعتقاد. فحرية الإعلام لم تعد بريئة من عمليات التضليل والتعتيم والتحايل على الحقيقة. إن الأمر لا يقتصر على بعض الحالات التي وصفت بأنها تجاوزات أخلاقية ومهنية وسياسية في تغطية بعض الأحداث، مثل أحداث تميشورا برومانيا. لقد أصبح هذا التضليل جزءا أساسيا مكونا لبعض المفاهيم والمصطلحات الإعلامية التي تكتسي طابعا تقنيا على الصعيد النظري وتعطي مشروعية لممارسة الإعلامية التي تقف في الحد الفاصل بين الحقيقة والزيف، مثل: To Make in the Media و تعطي " للواقع الإعلامي" بعدا أخرا يتمثل في إعادة ترتيب عناصر الحدث بغية إخراجها إعلاميا ( 7) .إن السمة التي تميز الإعلام في عصر العولمة هو هلامية الحاجز بين الواقع والخيال على الصعيد المفهومي أو الواقعي وذلك من خلال استشراء الصور الافتراضية أو الاعتبارية و المونتاج الرقمي للصور التلفزيونية وتأثيث التواصل البصري بالصور الرقمية التي أقل ما يقل عنها أنها لا تملك نسخة أصلية لها. فهي صورة ونسخة عن الصورة في الوقت ذاته.
إن رفع سقف حرية الإعلام لا يؤدي بالضرورة إلى رفع سقف ممارسة الحق في الإعلام. الكثير من المهتمين بتطورات تكنولوجية الاتصال التي زادت في كمية الأخبار والمعلومات يؤكدون على أن أكبر خطر يداهم ممارسة الإعلام يتمثل في غياب أو تغييب المصدر. هذا الأمر لا يشجع الحق في الإعلام بتاتا بل يميعه لأنه يسمح بالتأكيد عمليا على الحق في التضليل: فهل يمكن الجزم بأن الجمهور يتمتع فعلا بحقه في الإعلام في مطلع الألفية الحالية إذا كان لا يعرف مصدر الأخبار، ومنتج المواد الإعلامية أو أنه لا يملك الأدوات التي تسمح له بمعرفة ذلك.
كانت الحجة المستخدمة لإثبات غياب الحرية منذ العشرينيات من القرن الماضي تتمثل في حرمان الجمهور من حرية الاختيار. فلا حرية بدون اختيار الجمهور الواعي ما يشاهد وما يقرأه وما يستمع إليه. وقد تصدى الباحث الأمريكي هربرت شيلر في كتابه" The Mind Managers " سنة 1974 لتفكيك ما يسميها بأسطورة " الاختيار". لكن اتضح بأن الاختيار، بصرف النظر عن تباين وجهات النظر حوله، لا قيمة له إذا لم تعرف من يقول ماذا حقيقة.
الفرضية العاشرة: التفاوت بين الممارسة الإعلامية والتشريعات القانونية.
إن ممارسة الإعلام في عصر العولمة قد أحدث تغييرا واضحا في الآليات والمصادر التي كانت تقوم في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين بمراقبة المضامين الإعلامية المتداولة وقلصت من هامشها. فخلال هذه الفترة كانت الأداة التشريعية تتزامن مع الممارسة وفي بعض الأحيان تسبقها من باب الوقاية لقد أصبحت الأداة التشريعية تلهث للحاق بالممارسة الإعلامية قصد تقنينها. لقد أصبح بإمكان أي شخص أن يصدر صحيفة في شبكة الانترنيت بدون الالتزام بقوانين النشر سواء تلك التي تنص على التصريح أو الترخيص، بل أن هذه القوانين أصبحت عتيقة أو قليلة الجدوى. كما أصبح بإمكان أي شخص أن يبث برامج إذاعية عبر شبكة الانترنيت أو يؤسس دار لنشر الكتب الإلكترونية والأغنية عبر الشبكة وغيرها. إن رجال القضاء مازالوا يفكرون في الطرق المسدودة التي وصلت إليها الممارسة الإعلامية في مجال الضمان القانوني لحق الرد في شبكة الانترنيت، والمقاضاة في مجال الجرائم الناجمة عن النشر وجنحه. 
د. نصر الدين لعياضي

samedi 12 janvier 2013

الخريطة الذهنية

يعرف توني بوزان Tony Buzanمبتكر الخريطة الذهنية على انها :
"تقنية رسومية قوية تزودك بمفاتيح تساعدك على استخدام طاقة عقلك بتسخير اغلب مهارات العقل بـ كلمة ، صورة ، عدد ، منطق ، ألوان ، إيقاع ، في كل مرة و أسلوب قوي يعطيك الحرية المطلقة في استخدام طاقات عقلك .
الخريطة الذهنية يمكن ان تستخدم في مختلف مجالات الحياة وفي تحسين تعلمك وتفكيركوبأوضح طريقة وبأحسن أداء بشري"1 .
و تعتمد الخريطة الذهنية على فكرتين :
الاولى : تقوية الذاكرة من خلال الاشكال و الالوان و الرسوم و غيرها و كذا استغلال كامل العقل حيث انهينقسم الى نصفين كل نصف يقوم بوظائف مختلفة عن النصف الاخر، فنصف للالوان و الابعاد و الرسم... و النصف الثاني يقوم بوظائف التفكير و المنطق و الكلمات...، و بالتالي فان استغلال كامل العقل هو ما تعتمد عليه الخريطة الذهنية .
اما الثانية : انها تعتمد على حقيقة ان العقل يؤدي بكفاءة من 5 الى 7 دقائق و بالتالي فان استغلال هاته الفترة في كتابة اكبر عدد من الافكار خصوصا و ان الخريطة الذهنية تسهل عملية التفكير، و بالتالي فان حجم الافكار يكون اكبر بكثير من كتابتها بالطريقة العادية .
و بالتالي فان الربط بين الفكرة الاولى و الثانية فاننا نستنتج ان الخريطة الذهنية لها اهمية كبيرة في عملية التفكير و التذكر اكبر بكثير من الطريقة العادية.
فوائد الخريطة الذهنية:
"-تعطيك صورة شاملة عن الموضوع الذي تريد دراسته أو التحدث عنها بحيث
أنك سترى الموضوع بصورة أكثر شمولية يعني كل شئ في ورقة واحدة .
- تعطيك صورة واضحة عن موقعك الآن .. أين وصلت .. ماذا تريد (هدفك) ؟ .
. من أين ستبدأ .. ماهي العوائق ؟   
-تجعلك تضع أكبر قدر ممكن من المعلومات في ورقة واحدة بشكل مركز
ومختصر يغنيك عن رزم من الورق .
-تمكنك من وضع كل مايدور في ذهنك وكل افكارك عن الموضوع في ورقة
واحدة .
-تجعل قراراتك أكثر صواباً .. فعندما تضع المشكلة في ورقة واحدة ..فإنك
تنظر إليها نظرة شاملة لكافة جوانبها .. كل الإمانات .. كل العوائع .. كل الحلول
المقترحة .. أفضل حل ..
- عندما تبدأ في الرسم وتضع كافة جوانبه في الخريطه فستفاجأ بكمية
الأفكار التي تنهمر عليك لأنك تتعامل مع عقلك بطريقة مشابهه لطريقة عمله."2
   
1-    http://www.sb.ae/details.php?cat=2&id=49
2-    http://www.arabvolunteering.org/corner/avt8925.html



نظرية الاستخدامات و الاشباعات

مفهوم النظرية :

الاستخدام في اللغة: من استخدم استخداماً، أي اتخذ الشخص خادماً . ومنه يخدمه خدمة فهو خادم وخدّام .
وأما الإشباعات في اللغة : فهي مأخوذة من الشبع (بفتح الشين وفتح الباء) والشبع (بكسر الشين) مثل عنب ضد الجوع، وتدل على امتلاء في أكل وغيره، وامرأة شبعى الذراع من النساء هي ضخمته، وثوب شبيع الغزل أي كثيره، وشبيع العقل أي وافره، والتشبع من يرى أنه شبعان وليس كذلك .

ونظرية الاستخدامات والإشباعات في الاصطلاح الإعلامي مثار اختلاف بين الباحثين. وتعني النظرية باختصار: تعرض الجمهور لمواد إعلامية لإشباع رغبات كامنة معينة، استجابة لدوافع الحاجات الفردية .

وأورد مساعد المحيا تعريفاً اصطلاحيا لمفهوم النظرية على أنه:"ما تحققه المادة المقدمة عبر وسيلة معينة من استجابة جزئية أو كلية لمتطلبات حاجات، ودوافع الفرد الذي يستخدم هذه الوسيلة ويتعرض لتلك المادة " وذكر محمد عبد الحميد أستاذ الإعلام بجامعة حلوان أن الحاجة هي: "افتقار الفرد أو شعوره بنقص في شيء ما يحقق  حالة من الرضا والإشباع، والحاجة قد تكون فسيولوجية أو نفسية" وذكر أنتواجده الدافع هو "حالة فسيولوجية أو نفسية توجه الفرد إلى الاتزان النفسي الذي يساعد على استمرار التواصل مع الغير والتكيف مع البيئة" .

جذور النظرية:
خلال أربعينيات القرن العشرين الميلادي أدى إدراك عواقب الفروق الفردية والتباين الاجتماعي، وإدراك السلوك المرتبط بوسائل الإعلام إلى بداية منظور جديد للعلاقة بين الجمهور، ووسائل الإعلام، وكان ذلك تحولاً من رأي الجمهور على أنه عنصر سلبي إلى أنه عنصر فاعل في انتقاء الرسائل والمضامين المفضلة من وسائل الإعلام .

وكان ذلك ردة فعل لمفهوم قوة وسائل الإعلام كما في نظرية الرصاصة، ونظرية انتقال المعلومات على مرحلتين. ونظرية الاستخدامات والإشباعات القائمة على افتراض الجمهور النشط تركز على كيفية استجابة وسائل الإعلام لدوافع احتياجات الجمهور .

وذكـر حسن مكـاوي وليلـى السيـد أن (ويـرنر وتانـكـرد Werner& Tankard) أشارا إلى أن البحث في أنواع الاحتياجات التي يحققها استخدام وسائل الإعلام قد بدأ في الثلاثينيات من القرن الميلادي الماضي، عندما أجريت دراسات عديدة من هذا المنظور للتعرف على أسباب استخدام الجمهور لوسيلة معينة ، وبدأت أبحاث النظرية منذ عام 1944م في دراسة (هيرتا) و(هيرزج) التي استهدفت الكشف عن إشباع مستمع"المسلسلات اليومية"،

وتوصلت إلى أنها تهتم بإشباع الحاجات العاطفية، وفي عام 1945م جاءت دراسة (بيرلسونBerlson ) التي أجراها عندما توقفت ثماني صحف عن الصدور لمدة أسبوعين بسبب إضراب عمال شركة التوزيع في نيويورك، فكان سؤاله عما افتقده الجمهور خلال هذه المدة، وتوصل إلى أن الصحف تقوم بعدة أدوار تعد السبب في ارتباط الجمهور بها مثل دور نقل المعلومات، والإخبار، والهروب من العالم اليومي . و كان أول ظهور لهذه النظرية بصورة كاملة في كتاب " استخدام وسائل الاتصال الجماهيري" من تأليف (إليهو كاتز) (Elihu Katz) و(بلملر) (Blumler) عام 1974م ودار هذا الكتاب حول تصور الوظائف التي تقوم بها وسائل الإعلام من جانب، ودوافع استخدام الفرد من جانب آخر .

وتعد هذه النظرية بمثابة نقلة فكرية في مجال دراسات تأثير وسائل الاتصال، حيث يزعم المنظرون لهذه النظرية أن للجمهور إرادة من خلالها يحدد أي الوسائل والمضامين يختار.

واستمـر الاهتمـام بهـذه النظرية عنـد الباحثـين أمثـال (لازر سفيلد) (Lazars field) و (ريفيز) (Reeves) و(ويلبور شرام) (Wilbur Schramm) في القرن العشرين، ولكنها لم تكن مصممة لدراسة إشباع وسائل الإعلام للفرد بقدر ما هي استهداف للعلاقة بين متغيرات اجتماعية معينة، واستخدام وسائل الاتصال.

ومع تزايد الاهتمام بالإشباعات التي تزود بها وسائل الإعلام جمهورها، وأصبح واضحا أن هذه الدراسات لم تستطع الوصول إلى تحديد للإشباعات التي توضح عناصر هذه النظرية، ذلك أن أصحابها لم يحاولوا الكشف عن مدى الارتباط بين ما انتهوا إليه من إشباعات، وبين الأصول الاجتماعية والنفسية للحاجات التي يتم إشباعها، إضافة إلى عجزهم في البحث عن العلاقة بين وظائف الاتصال الجماهيري المتنوعة التي تعود إلى تحديد البناء الكامل لإشباعات وسائل الاتصال .

ويرى (دينيس ما كويل) (D.Macquial) أنه لا بد من دراسة العلاقة بين الدوافع النفسية التي تحرك الفرد لتلبية حاجاته في وقت معين، والتعرض لوسائل الإعلام، وهو بهذا قدّم المدخل الرئيس لدراسة العلاقة بين المتلقين، ووسائل الإعلام. ذلك لأن هذا المدخل يقوم أساساً على تصور الوظائف التي تقوم بها الوسائل ومحتواها من جهة ودوافع الفرد المستخدم من جهة أخرى .
وفي السبعينيات الميلادية بدأ الباحثون يستهدفون عبر البحوث المنظمة بناء الأسس النظرية لمدخل الاستخدام والإشباع، وذلك عبر طرح، وصياغة الكثير من التساؤلات العديدة التي ظهرت في الدراسات التقليدية المقدمة في الأربعينيات من القرن نفسه، وأدى ذلك بدوره إلى قيام عدد من البحوث التطبيقية في مجال الاستخدام والإشباع، وكانت كل دراسة تسعى إلى الإسهام في بلورة ما انتهت إليه الدراسات السابقة في هذا المجال، فجعلوا كثيراً من الخطوات المنطقية التي كانت غير ظاهرة في تلك الدراسات السابقة خطوات عملية .

لذا كان (إليهو كاتز) (Elihu Katz) و(بلملر) (Blumler) يميزان هذه المرحلة بأنها تحاول استخدام المادة العلمية المتاحة حول الإشباع لشرح وتوضيح الجوانب الأخرى من عملية الاتصال، التي يمكن أن ترتبط بها دوافع الجمهور وتوقعاته .

فروض النظرية:
بعد أن بدأت تتضح المداخل الرئيسة للنظرية عند الباحثين قاموا بمحاولة وضع الأسس العلمية والفرضيات التي تنطلق النظرية منها، وشكلت هذه الأسس، والعناصر المداخل العلمية للنظرية. ولأن نظرية الاستخدامات والإشباعات قامت على افتراض الجمهور النشط، على العكس من نظريات التأثير السابقة التي قالت بقوة تأثير وسائل الإعلام في الجمهور مثل نظرية الرصاصة، فأضفت النظرية بذلك صفة الإيجابية على الجمهور، فلم يعد الجمهور من خلال هذا المنظور متلقياً سلبياً بل ينظر إليه على أنه ينتقي بوعي ما يرغب في التعرض له من الوسائل والمضامين التي تلبي حاجاته النفسية والاجتماعية. لذا يرى (إليهو كاتز) (Elihu Katz) وزملاؤه أن هذا المنظور قائم على خمسة فروض هي كالآتي:

1- الجمهور هو جمهور مشارك فاعل في عملية الاتصال الجماهيري، ويستخدم الوسيلة التي تحقق حاجاته.

2- استخدام الوسائل يعبر عن الحاجات التي يرغب الجمهور تحقيقها، وتتحكم في ذلك أمور، منها: الفروق الفردية، والتفاعل الاجتماعي.

3- الجمهور هو الذي يختار الوسيلة، والمضمون الذين يشبعان حاجاته.

4-  يستطيع الجمهور تحديد حاجاته ودوافعها، ومن ثم يلجأ إلى الوسائل والمضامين التي تشبع حاجاته.

5- يمكن الاستدلال على المعايير الثقافية السائدة في المجتمع من خلال استخدام الجمهور لوسائل الاتصال، وليس من خلال الرسائل الإعلامية فقط .

وذكر محمد البشر أن (ليتل جون) (Little John)أكد في هذا المعنى أن هناك ثلاثة فروض أساس تنطلق منها هذه النظرية وهي:

1- أن جمهور وسائل الإعلام يسعى إلى إشباع حاجة معينة من خلال تعرضه للرسائل التي تقدمها الوسيلة الإعلامية.


2- أن جمهور الوسيلة الإعلامية هو جمهور مسؤول عن اختيار ما يناسبه من وسائل الإعلام التي تحقق حاجاته ورغباته، فهو يعرف هذه الحاجات والرغبات، ويحاول إشباعها من خلال استخدام الوسائل الإعلامية المتعددة.

3- أن وسائل الإعلام تتنافس مع مصادر أخرى لإشباع حاجات الجماهير .

ومن خلال الفروض السابقة لكل من (كاتز) و (ليتل جون) يتضح أن هناك تقارباً في رؤى الباحثين حول المنطلقات النظرية الرئيسة لنظرية الاستخدامات والإشباعات.

ولشرح أبعاد النظرية سيعرض الباحث عناصر النظرية، وهي كالآتي:
1- افتراض الجمهور النشط.

2-  الأصول الاجتماعية والنفسية لاستخدام وسائل الإعلام.

3- دوافع الجمهور وحاجاته من وسائل الإعلام.

4- التوقعات من وسائل الإعلام.

5- إشباعات وسائل الإعلام.


وتتسم هذه العناصر بالتداخل الشديد الذي يصعب معه الفصل بينها في الواقع العملي.




الثقافة و تكنولوجيا الاتصال



الثورة التكنولوجية اختزلت الزمان والمكان وغيرت من طبيعة الاقتصاد، من اقتصاد الصناعة الثقيلة المعتمدة على المواد الخام والمصانع الى اقتصاد المعلومات المعتمد على الرأسمال البشري المالك للمهارات الجديدة، والقادر على الإنتاج والابتكار فيما أصبح يسمى بالاقتصاد الجديد.وتغيرت طبيعة العمل والمهن، فأصبح القادرون على مباشرة التكنولوجيات الجديدة والتكيف مع تغيراتها السريعة أقدر على مسايرة تطورات الاقتصاد الجديد، في الوقت الذي تراجعت فيه القيمة المادية والاجتماعية للمهن التي لايمتلك أصحابها المهارات التكنولوجية الجديدة، أو لايستطيعون إعادة تأهيلهم لمسايرة التحولات الحاصلة في عالم الاقتصاد.
ولسنا هنا في حاجة الى استعراض مجالات ثورة الاتصال، وآثارها في مختلف الميادين، بل سنركز على آثارها الثقافية.
وأولها أن الثقافة أصبحت بضاعة معمولة الانتاج والاستهلاك.فهناك تنميط للبضاعة الثقافية وتسويقها عبر شبكات تتحكم فيها شركات عالمية تنتمي في الغالب الى بلدان الشمال.وعولمتها لا تعني أنها أصبحت ثقافة عالمية بالفعل,يشارك في إنتاجها الجميع,بل لأنها الأكثر انتشاراً على مستوى العالم بسبب تحكم الشركات المعولمة في انتاجها وتسويقها.ويكون الوجه الآخر لعولمة البضاعة الثقافية هو صعود الهويات الثقافية المتعمدة,والتي تسعى الى إثبات ذات جماعية : دينية، طائفية، إثنية، فتتصارع فيما بينها وتصارع العالم صراعاً غير متكافىء.والمظهر الآخر لتأثير ثورة الاتصال على طبيعة الثقافة هو التحول الحاصل في محتوى هذه الاخيرة.فإذا كانت الثقافة هي حصيلة ما يرسخ في عقول الناس ويطبع سلوكهم ويحدد الى حد كبير مدى نجاحهم أو فشلهم في الحياة العامة,فإن نوعية التربية والتعليم أساسية في تحديد طبيعة الناتج الثقافي.وهكذا نجد أن ثورة الاتصال والمعرفة قد زادت من التمايز بين نوعين من التعليم بمستويين وبسرعتين مختلفتين:تعليم يستوجب المعرفة الحديثة المطلوبة مهنياً في عالم اليوم,وهذا النوع من التعليم مايزال من حظ أقلية في بلدان الجنوب,وهو تعليم مكلف لاتقدر عليه إلا العائلات المحظوظة.وهذه العائلات بفضل شبكة علاقاتها المتبادلة المصالح تيسر لأبنائها دخولاً أفضل في الحياة المهنية,فيحتل أبناؤها المتخرجون مواقع متميزة في الإدارة ودواليب الاقتصاد والمهن الحرة.وبالمقابل,هناك أغلبية من أبناء وبنات الشعب,تبقى أمية أو تتعلم تعليماً غير نافع في عالم اليوم,يؤدي الى وظائف أو مهن متدنية مادياً واجتماعيا، أو الى البطالة. وهكذا لم يعد التعليم – إلا في حدود – وسيلة للترقية الاجتماعية وتجديد النخب داخل المجتمع.
هذا الانشطار الحاصل على مستوى المجتمع الواحد، خاصة في دول الجنوب، هو أيضاً حاصل على مستوى العالم. فالتفاوت صارخ بين البلدان الفقيرة والبلدان الأكثر غنى. فخمس سكان العالم الأكثر غنى يبلغ ناتجهم الخام 86% بالنسبة للبلدان الأشد فقراً. كما يملك هذا الخمس 74% من خطوط هواتف العالم.
لقد أصبحت الفوارق في الثروة والمعرفة هائلة بشكل لم يسبق له مثيل، لاسيما وأن الوعي بالحرمان وبالتهميش اصبح حاداً ومشاهداً يومياً بفعل وسائل الاتصال.فالذين يرفضون العولمة هو ليسوا بالضرورة ضدها كعولمة,بل لأنهم ضحاياها أو على الأقل لا يشاركون فيها. من هنا فإن تقوقع الهويات الثقافية أو الإثنية أو الطائفية على ذاتها إنما هو تعبير عن واقع الهاشمية والإقصاء. من هنا فإن العولمة التي تحاول توحيد الكل في سوق عالمية واحدة الخاسرون فيها أكثر بكثير من الرابحين,لها وجه آخر وهو التفتت الذي يمثله صعود هويات متعددة ومتصارعة.
إن اغلب الصراعات المسلحة اليوم هي صراعات دينية أو إثنية. فاقتتال الهويات الثقافية معناه فشل التعددية الثقافية في التعايش والتوافق على قيم جامعة وعلى الولاء لدولة وطنية متعاقد على مؤسساتها.
لقد قامت الدولة الوطنية في البلدان التي كانت مستعرة من أجل تحقيق هدفين: الأول، ضمان الوحدة الوطنية التي طالما حاول المستعمر تفكيكها بإثارة النعرات الدينية والعرقية، فناضلت ضد سياسة التفريق الاستعمارية دفاعاً عن الوحدة الوطنية. وحين قامت دولة الاستقلال,فإنها جعلت الحفاظ على الوحدة الوطنية هدفاً مقدساً,فاعتبرت كل دعوة الى التعددية الثقافية أو الدينية أو الإثنية إنما هي إحياء للسياسة الاستعمارية وتهديد للوحدة الوطنية. والهدف الثاني لدولة الاستقلال كان هو تحقيق التنمية، فرفعت شعار التوزيع العادل للثروة الوطنية التي كان يحتكرها المستعمرون المستوطنون وتخدم منافع دولة الميتروبول. وهكذا تكونت دولة الاستقلال كدولة شديدة المركزية بدعوى تحقيق التنمية,وضبط البلاد ضبطاً إدارياً وأمنياً.
ثم كان فشل هذه الدولة في أغلب اقطار الجنوب في تحقيق التنمية الموعودة، وغرقت في المديونية مما جعلها تقلص من خدماتها الاجتماعية وتدخل في تناقض مع مجتمعها.وهكذا صعدت الى السطح هويات ثقافية كانت مكبوتة، لاسيما وأن أبناء الدولة الوطنية لم يتأسس على تعاقد بين الهويات المتعددة تعدداً هو أمر واقع في كثير من البلدان.
إن التعددية ليس معناها بالضرورة التفكيك والتشتيت، وإنما هو التأسيس على التعدد الواقع لبناء كيان سياسي يستوعبه ويتجاوزه.ذلك أنه ليس عملياً في عالم اليوم تأسيس دولة على رأس كل هوية خاصة.من هنا ينبغي أن نأخذ مبدأ تقرير المصير.فكثير من هذه الهويات الخاصة أصبحت تطالب باستقلالها وتكوين دولتها مستندة على حق تقرير المصير كحق تقره المواثيق الدولية.إلا أن التطبيق الحرفي لهذا المبدأ قد يفضي الى انهيار دول وتفكيك مجتمعات.
الكاتب: علي اومليل

jeudi 10 janvier 2013

الاشكالات المتعلقة باستخدام الانترنت

الاشكالات المتعلقة باستخدام الانترنت :
إشكالية الإدمان التي تجعل الفرد أسيرا لجهاز الكمبيوتر والإنترنت بحيث يصل الأمر إلى قضاء ما يفوق 15 ساعة إبحار في اليوم.
إشكالية المواقع الإباحية والصور المثيرة التي يمكن أن تظهر من خلال النوافذ الإشهارية.
مشكلة الاستخدام غير الأخلاقي باستعمال برامج الاختراق Hakers والتسلل لإزعاج الآخرين وإرسال الفيروسات التخريبية المزعجة، إذ تعرض خصوصية المعلومات التي في الأجهزة للاختراق من قبل المخترقين المحترفين وهواة الاختراق وبرامج التجسس.
التعرض لمتاعب صحية ونفسية واجتماعية.
نشر العنصرية والأفكار الإرهابية والمعلومات المضادة.
الحياة في الخيال وقصص الحب الوهمية، والصداقة الخيالية مع شخصيات مجهولة ضمن عالم افتراضي.
انتهاك حقوق الملكية الفكرية وعدم ذكر المصادر وصعوبة التأكد من المعلومة.
هذا بالإضافة إلى سلبيات التعامل مع"مقاهي الإنترنت" التي تعرف إقبالا من طرف الشباب، الأمر الذي يضاعف المخاطر. ومن خلال زيارة عينة لبعضها توصلتُ إلى نتيجة مفادها أن نسبة 70% من الرواد يقضون كل وقتهم في غرف الدردشة "chat" !

نشاة و تطور وكالة الانباء الجزائرية

نشاة و تطور وكالة الانباء الجزائرية
انشات وكالة الأنباء الجزائرية (واج) في الأول من ديسمبر سنة 1961 ، في غمار حرب التحرير الوطنية ، لتكون صوت الثورة الجزائرية في الساحة الإعلامية الدولية ، و كدعامة لثورة أول نوفمبر 1954(1) .
استقرت (واج) قبل الاستقلال و بعد وقف اطلاق النار بفترة وجيزة في حي القصبة التاريخي ، هذا الحي الذي كان رمز للمقاومة ، و بدأت في التحضير لما بعد الحرب فترة البناء و التشييد ، و دعم السيادة الوطنية دون أن تنسى النضال من اجل تحرير العالم الثالث .
و بعد الاستقلال مباشرة انتقلت (واج) الى شقة متواضعة في بناية تقع في شارع كريم بلقاسم الحالي ، حيث بدأت في تطوير مختلف اقسامها ، و في مقدمتها قسم التحرير ، و بدأت في بناء و تركيب شبكتها عبر كامل التراب الوطني ، و كذلك الحصول على اجهزة و التقنيات الضرورية لعملها ، و جهزت نفسها بنص تنظيمي يسند لها مهمة الخدمة العمومية ، كما بدأت في تكوين و تدريب صحفييها وعمالها التقنيين و الطابعين في الاول من افريل 1963 ، و انتقلت (واج) الى عمارة تشي غيفارا حيث مكثت 30 عاما ، من هذا المكان بدأت (واج) في توزيع اخبارها على على مشتركيها تلغرافيا ، و ثم ربطها ايضا بالوكالات العالمية ، و العديد من الوكالات الوطنية في مختلف انحاء العالم ، كما انها اقامت شبكة من المكاتب الجهوية و عددا من المكاتب في الخارج ، و طورت (واج) في نفس الوقت قسم التصوير لنقل صور الجزائر في مرحلة البناء لجميع المشاركين في الداخل و الخارج بواسطة البيلينو(2).


 
1-      www.aps.dz/عن-واج-html , 28/03/2012 , 12:14.
2-       نور الدين تواتي . الصحافة المكتوبة و السمعية البصرية في الجزائر . دار الخلدونية ، 2009 ، الجزائر ، ص 22 .
في 19 نوفمبر 1985 اصبحت وكالة الانباء الجزائرية مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي و نزعة اجتماعية ثقافية ، في 20 افريل تحولت مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي و تجاري و بدأت ما يعرف بالتكنولوجيا الجديدة .
و في جانفي 1993 استقرت وكالة الانباء الجزائرية مرة اخرى بمقرها الجديد في حي القصبة ، و بدأت معركة ما اصبح يعرف بالتكنولوجيا الجديدة ، هكذا في الأول من جانفي 1994 ، بدأت الوكالة في وضع نظام التحرير الذي يعمل بالإعلام الآلي ، و في 25 افريل 1995 بدأت توزيع اخبارها بصورة آلية .
في 18 فيفري 1998 بدأت وكالة الانباء الجزائرية مرحلة جديدة بافتتاحها موقعا على شبكة الانترنت ، بعد ان كانت تبث صفحاتها و لمدة سنة من مركز البحث في الاعلام العلمي و التقني (CERIS) ، و في 5 جويلية 1998 اطلقت وكالة الأنباء الجزائرية صفحات واب باللغة العربية ، و انتاجها وكالة الانباء الجزائرية مباشر .
 وكان ذلك نقطة الانطلاق التي وضعت وكالة الانباء الجزائرية على الطرق الدولية السريعة للمعلومات و الاخبار ، و في نوفمبر من نفس السنة ، بدأت وكالة الأنباء الجزائرية في البث عن طريق الاقمار الصناعية ، الشئ الذي سمح لها بتوزيع خدماتها ، و من الآن فصاعدا سيكون في إمكان المشتركين استخدام بنوك المعلومات ، و المصالح المختصة ، و كذلك الحصول على الصور الرقمية و خدمات اخرى .
على مستوى التحرير المركزي يجري جمع الاخبار و معالجتها عن طريق 12 قسما على رأس كل منها رئيس التحرير و هي : السياسي ، الاجتماعي ، الثقافي ، الرياضي ، التحليل ، الجهوي ، البحث و التحقيق ، الاقتصادي ، بنك المعلومات الدولي ، الترجمة ، و الانترنت(1) .
1-      www.aps.dz/عن-واج-html , 28/03/2012 , 12:14 .                          
على المستوى الجهوي تجمع الاخبار بواسطة شبكة من المراسلين المرتبطين بأربع مديريات جهوية تغطي كامل التراب الوطني .
-               المديرية الجهوية للشرق :
    مقرها قسنطينة تجمع المكاتب الولائية التالية : قسنطينة ، باتنة ، عنابة ، سكيكدة ، ام البواقي ، تبسة ، سوق اهراس ، الطارف ، ميلة ، خنشلة ، بسكرة ، قالمة ، سطيف ، ميلة ، و برج بو عريريج.
-               المديرية الجهوية للغرب :
    مقرها وهران و تجمع المكاتب الولائية التالية : وهران ، تلمسان ، سعيدة ، سيدي بلعباس ، مستغانم ، تيارت ، تيسمسيلت ، عين تيموشنت ، غليزان ، معسكر ، الشلف .
-               المديرية الجهوية للجنوب :
    مقرها و رقلة وتجمع المكاتب الولائية التالية : ورقلة ، ادرار ، تمنراست ، اليزي ، تندوف ، النعامة ، الاغواط ، بشار ، غرداية ، الوادي ، و البيض.
-               المديرية الجهوية للجنوب :
    و تجمع المكاتب الولائية التالية ، البليدة ، تيبازة ، بومرداس ، تيزي وزو ، بجاية ، البويرة ، الجلفة ، عين الدفلة ، و المدية .
  و على الصعيد الدولي لوكالة الأنباء مكاتب و مراسلين في كل من : واشنطن ،
موسكو ، باريس ، لندن ، بروكسل ، روما ، مدريد ، القاهرة ، الرباط ، تونس ، عمان ، ودكار(1) .


 
1-      ياس خضرالسياني . الاتصال العربي مجتمع المعلومات و مجتمع الورق . دار الشروق للنشر و التوزيع ، عمان ، ط1 2006 ، ص299 .
تقدم وكالة الانباء الجزائرية خدمات اعلامية ، سياسية ، و اقتصادية ، اجتماعية ، فضلا عن اخبار ثقافية و رياضية باللغتين العربية و الفرنسية ، و ذلك استنادا الى مصادر عديدة و متنوعة (وكالات الانباء الدولية ، القنوات التلفزيونية ، الاذاعات و الصحافة المكتوبة الاجنبية ).
-               خدمة الأخبار العامة باللغة العربية (وكالة الانباء الجزائرية-عربي) :
    توجه هذه الخدمة لذات الغاية التي توجه إليها الخدمة العامة باللغة الفرنسية و ذلك على مدار 24 ساعة دون انقطاع ، فهي تغطي النشاطات الوطنية ، الأحداث الدولية  ، الوقائع الاجتماعية ، التظاهرات الثقافية و الرياضية و غيرها ... ، كما تقوم باستغلال الاخبار التي تنقلها من الوكالات الوطنية للبلدان العربية فيما يتعلق بالنشاطات ذات الصلة بهذه البلدان و الشرق الاوسط على العموم ، كما يتم اثراء شريط الاخبار من خلال ترجمة الاخبار الاساسية ، التي تبث من قبل الخدمة العامة بالفرنسية ، سيما تلك التي تبثها الوكالة في الخارج .
-               خدمة الأخبار العامة باللغة الفرنسية ( وكالة الأنباء الجزائرية –فرنسي ) :
كما يدل عليه العنوان ، يعرض الشريط العام الخدمة الإعلامية العامة ( سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية ، ثقافية ، و رياضية دولية و غيرها...) ، و يضمن هذا الشريط لمشتركيه معدل 300 خبر يوميا ،و ذلك على مدار 24 ساعة دون انقطاع.
و فضلا عن الأخبار التي تتناول الأحداث بشكل مباشر ، تبث هذه الخدمة عددا من البرقيات الإعلامية ، المرتبطة او غير المرتبطة بهذه الاخبار على وجه الخصوص البرقيات المبرمجة ، العناوين ، نشرات الصحافة و التوقعات .
و يتم إعداد هذه الاخبار على مستوى مختلف قاعات التحرير سواء على مستوى المقر الرئيسي أو المكاتب الجهوية(1).


 
1-      نور الدين تواتي : مرجع سابق ، ص 27 .           
-               الخدمات الاخبارية و الاقتصادية باللغة الفرنسية (وكالة الانباء الجهوية –اقتصادي):
توفر خدمة وكالة الانباء الجزائري-اقتصادي ، التي انطلقت في اكتوبر 1991 ، خدمة إخبارية اقتصادية موجهة الى المؤسسات على الخصوص ، هذه الخدمة متوفرة باللغة الفرنسية فقط ، و بمتوسط يبلغ 100 برقية ( 2000 كلمة) ، تركز في محتواها على الاخبار التي تضم المتعاملين الاقتصاديين ، و تعتمد اساسا على الاخبار الاقتصادية المتضمنة في الشريط العام ، و برقيات الوكالات الاجنبية.
كما تضع وكالة الانباء الجزائرية تحت تصرف زبائنها تشكيلة من الخدمات الاضافية المعالجة ، و المدروسة  بما يضمن جميع الطلبات :
-               موقع على شبكة الانترنت www.aps.dz يقدم بواسطة اللغات : العربية، الفرنسية ، و الانجليزية ، زيادة على الاخبار الوطنية من خلال النصوص و الصور التي تجنيها يوميا.
كما يتوفر الموقع على محرك بحث معلوماتي ، حيث يعد موقع الوكالة على الانترنت اول بوابة اعلامية جزائرية و مغاربية على الشبكة الدولية مند 1997 ، و يعرف هذا الموقع زيارة حوالي 15000 زائر يوميا ، حوالي 700000 ضغطة يوميا من كافة انحاء العالم.
-               اشرطة اعلامية مدروسة حسب الطلب .
-               بنك معطيات نصية ، تضم تراجم الشخصيات الجزائرية ، و رزنامات و ملفات صحفية فكرية ، كما يزخر هذا البنك بشتى الاحداث السياسية ، الاقتصادية ، الثقافية ، الرياضية ، التي تركت بصمتها في تاريخ الجزائر و حاضرها .
-               مصلحة تصوير تضم في صفوفها صحفيين محترفين ، يقدمون خدمات تحت
الطلب عند تغطية الاحداث ، التظاهرات و غيرها من المناسبات الهامة(1)  .
1-      نور الدين تواتي : مرجع سابق ، ص28 .                   
-         افاق وكالة الانباء الجزائرية
ان مستجدات الساحة الاعلامية في الجزائر المتميزة بالتعددية تفرض على الوكالة القيام بمهمتها الاعلامية ، ليس فقط على مستوى المؤسسات العمومية او وسائل الاعلام ، بل وكذلك في جميع مجالات الحياة ، و بالتالي فان وكالة الانباء الجزائرية ملزمة بتعبئة كل قدراتها في اطار عمل منسجم و مخطط حتى يتسنى لها القيام بمهمتها على أحسن وجه ، سواء فيما يتعلق بجمع المعلومات و معالجتها ، او فيما يتعلق ببثها ، و عليه فان التحكم بالتكنولوجيا الجديدة للاعلام و الاتصال و كذلك تعميم ادوات شبكة الانترنت ، اصبحت ضرورة بالنسبة للوكالة لتكيفها مع متطلبات القرن.
و على هذا الاساس شرعت الوكالة مؤخرا في مسار تجديدي ، من خلال تجديد ادوات التكنولوجيا الاعلامية ، حيث قامت مؤخرا بإنشاء ارضية اعلامية جديدة
متعددة الدعائم ، مؤمنة و ناجعة ، تضمن المهام الرئيسة للوكالة ، و هي استقبال الاخبار و الصور و معالجتها و بثها عبر الساتل ، و شبكة الانترنت من جهة ، و مهام التوثيق و الارشيف من جهة اخرى ، و سيسمح لها هذا في مرحلة ثانية بصفتها وكالة انباء وطنية ان تصبح  محطة لا يستغنى عنها في بث الاخبار الوطنية ، و العنصر الرئيس للإعلام المؤسساتي ، كما تسعى الوكالة إلى تطوير نفسها على مختلف الاصعدة(1).


 
.
1-      Wikipedia.org/wiki/وكالة-الانباء-الجزائرية , 29/03/2012 , 15:00
·       على صعيد المحتوى الاعلامي و الدعائم المتعددة الوسائط :
 تكيف منتوجاتها ، و كيفية البث التي تنتجها ، مع الحاجات الجديدة لزبائنها الجدد من خلال :
-         البث عبر الساتل .
-         استقبال الاخبار عبر جهاز الكمبيوتر.
-         اعلام حسب الطلب.
-         ادراج مصالح اعلام الوكالة في الشبكات الاعلامية ذات الاستعمال الواسع.
-         اعداد مخطط عمل يكون في مستوى قدرات انتاج الوكالة.
-         رفع المداخيل الناتجة من المنتوجات المتوفرة.
·       على الصعيد الداخلي :
-         اعتماد نظم تسيير ناجحة تضمن سيولة الاخبار .
-         اقامة تنظيم يتميز بهياكل و اجراءات فعالة و مرونة تتماشى و اهداف الوكالة.
-               التسيير الرشيد للوسائل من خلال رفع مستوى كفاءات العاملين ، و تحفيزهم عبر التكوين بهدف رفع مستوى الانتاجية.
-               ترقية ثقافة المؤسسة التي من شانها تحقيق وحدة المصالح ضمن مؤسسة ناجحة ، تضمن وجودها على الساحة الداخلية و الخارجية (1) .
 
1-      Wikipedia.org/wiki/وكالة-الانباء-الجزائرية , 29/03/2012 , 15:00